تُعد قطاعات الأعمال الزراعية والتكنولوجيا الحيوية من الركائز الحيوية للاقتصاد المصري، حيث تسهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص العمل. وتتمتع هذه القطاعات بإمكانات هائلة لتعزيز الأمن الغذائي، ودفع عجلة الابتكار، ودعم النمو الاقتصادي المستدام. ومع ذلك، فإنها تواجه تحديات عدة مثل تغيّر المناخ، وندرة المياه، والتقنيات الزراعية التقليدية، والفجوات التنظيمية، لا سيما في قطاع التكنولوجيا الحيوية.
يتناول هذا التقرير الوضع الحالي لقطاعي الأعمال الزراعية والتكنولوجيا الحيوية في مصر، مع تسليط الضوء على العوامل الرئيسة التي تؤثر في تطورهما.
يستعرض التقرير المحركات الأساسية التي تؤثر في قطاعي الأعمال الزراعية والتكنولوجيا الحيوية في مصر، سواء من جانب العرض أو الطلب.
فعلى جانب العرض، يشهد الاستثمار في الزراعة نموًا مدعومًا بالمبادرات الحكومية والاستثمار الأجنبي المباشر. إلا أن ضعف الكفاءة البيروقراطية وتفتت ملكية الأراضي الزراعية يشكلان عوائق أمام النمو القطاعي.
أما على جانب الطلب، فإن مخاوف الأمن الغذائي تدفع نحو الحاجة إلى الابتكار الزراعي، في ظل اعتماد مصر الكبير على استيراد المحاصيل الأساسية. كما تُعد اللوائح التجارية وهيمنة الصادرات الزراعية غير المُصنّعة من العوائق أمام تعظيم الفوائد الاقتصادية. ويواجه قطاع التكنولوجيا الحيوية أيضًا تحديات كبيرة، منها نقص الكفاءات المتخصصة نتيجة هجرة العقول، وعدم كفاءة الأطر التنظيمية، وضعف الوصول إلى بيانات السوق.
ورغم هذه التحديات، توجد فرص واعدة في تطوير قدرات التصنيع الزراعي المحلي، وتنفيذ إصلاحات تنظيمية، والاستفادة من القوى العاملة الشابة في مصر. وسيكون لتعزيز الشراكات الدولية والاستثمار في التقدم التكنولوجي دورٌ محوري في تحقيق النمو على المدى الطويل.
تقف قطاعات الأعمال الزراعية والتكنولوجيا الحيوية في مصر عند مفترق طرق حاسم. فرغم ما تحمله من إمكانات واعدة لتحقيق المرونة الاقتصادية والاستدامة، إلا أن التغلب على التحديات الحالية أمر ضروري لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الإمكانيات الواعدة.
ومن خلال معالجة أوجه القصور التنظيمية، والاستثمار في التكنولوجيا والتعليم، وتعزيز قدرات التصنيع المحلي، يمكن لمصر أن تعزز مكانتها كدولة رائدة في مجالي الأعمال الزراعية والتكنولوجيا الحيوية. كما أن التركيز الاستراتيجي على التحديث والابتكار سيضمن الأمن الغذائي والاستدامة الاقتصادية على المدى الطويل.